السبت، 11 أكتوبر 2008

مش عارفة اكتب الكلام دا فين ..

هو ليه في ركود غير عادي هنا؟
فين الاشعار والقصص؟
وليه مفيش استمرارية؟
ليه كل حاجة حلوة بنتهار قدام الوقت والتعود:(

الجمعة، 26 سبتمبر 2008

فلاشان لنفس الوجه

صوره 6×9 لشاب حوالي 25 سنه مش عازب مش متجوّز
ومبوّز
ف عنيه نظره مابتقولش
شفايفه بحكم التدخين متلوّنه بالليل الكحلي
بالحزن المَحْلِي بشهد العشق شفايفه بتنطق حواديت مفهومه وغامضه
ف ضهر الصوره بتضحك إمضا حبيبته بخبث بناتي:
(حبيبي..حياتي)


صوره 6×9 لشاب حوالي 25 سنه متجوّز
برضه مبوّز
ف عنيه نظره عجيبه بتسأل ببلاهه
باديه عليه إمارات نغنغه ووجاهه
وشّه النابت فوق البدله السينييه
غرقان ف التيه
وف ضهر الصوره بتضحك إمضا حبيبتي بتشفّي:
(جوزي..البيه)

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

توت

ما تطلبيش منى ..
أكون شجرة توت
تطلعى فوق غصونها تعبى حجرك
و مش مهم تدوسى ع الأوراق
خليكى دودة قز !!
و ان كلتى ورقى ..
طلعى لى حرير !

السبت، 26 أبريل 2008

حكاية طاحونة

احاول كثيرا الا انظر لمن حولي من البشر

احاول كثيرا ان اهتم بشئوني وحدي دون شئون غيري

احاول دائما ان ابني نفسي بناءا يرضيني قبل ان يرضي روحي الطموح لما في يد البشر

و لكن من قال ان النفس يسهل ترويضها

من قال ان الشعور يسهل قتله

من قال ان النظر يسهل اغشائه

لا استطيع من امري شيئا

فانا انسان ضعيف

لا يستطيع عمل شئ

و طموحه يعبر كل المعقولات

اري هذا و ذاك فاتحسر

احب ان اصبح مثلهم

و لكني لا افعل شيئا كي اصبح مثلهم

اعرف الطريق

لا شئ سوي الاجتهاد

و لكن من قال ان التنفيذ سهل كالكلام

او انني يمكن ان اكون يوما مع فريق المجتهدين

انا مجتهد في حلمي

لو كان هناك مسابقة في الخيال لكنت نلت المركز الاول

فانا صاحب كاس العالم في الخيال

اما الواقع فمختلف

انا صاحب كاس العالم في الخيبة

لا حاجة لي

لا امثل اي اهمية للدنيا

امر كالطيف وسط الناس

لقد تقلدت جل المناصب العليا في احلامي

نعم احلامي

فهي منفذي الوحيد

قارنت بين الحلم و الواقع

فانهار الواقع

لماذا انا فاشل

لماذا لا استطيع ترجمة ما احلم به علي ارض الواقع

لماذا انا ضعيف

و اعود للنقطة الاولي

لماذا الناجح قوي و انا ضعيف

لماذا الناجح قادر علي تحقيق احلامه في حين ما زلت انا عالقا في احلام لا يمكن ان تحدث

لماذا وصل بي الحال الي هذا الحد من الضياع

كلها تساؤلات وصلت بي الي هنا

الي هذا الحد

الي هذا الفشل

الي هذا الضياع

و لكن لا

اقسم ان اتحرك

سوف اصبح نشيطا

سوف اصبح ناجحا

الملم اوراقي

و تبرق عيناي ببريق النصر و الامل

و تتجسد الاحلام امامي و كانها تحققت

و اقوم نشيطا متعشا

اعمل في جد و نشاط

و اكد و اتعب

لقد مرت دقائق خمس

و لا زلت مستمرا في العمل الشاق

انه ممتع نوعا ما

لقد استمتعت حقا

عشر دقائق

ما زال العمل علي قدم و ساق

و ما زال الجهد الجهيد مستمرا

مضت من الساعة ربعها

احس باني افعل شيئا

و لكن ما بال اكوام الواجبات التي علي فعلها كثيرة هكذا

اقلب الاوراق

اتخيل ما احتاج من جهد كي انهي ما بيدي من عمل

اقارن بين ما بقي و بين ما حققته في ربع ساعة

لماذا يتثاقل جفناي

لماذا

لا تتثاقلان

اتوسل اليكما

نحن لم نكمل من الساعة ثلثها بعد

ارجوكم

ارجوكم

لا تنا......................

(((احب وظيفة رئيس الجمهورية كثيرا, لو سالتني ما احب الوظائف الي قلبك لقلت لكم انها هي بكل تاكيد)))

الجمعة، 11 أبريل 2008

مقتطف (1)

هو بصراحة الموضوع كبييييييييييييييير كبييييييييييييييير

يعنى مش أوى كدا

بس شوية

بس هو لازم يتعمل بقى

وإن كنت مش هحطه كله مرة واحدة زى ما بخطط بقى لى كتير

بس لو فضلت اخطط مش هبدأ

أنا هبدأ بقى وهاخد الموضوع post post

وماحدش يستعجل فى الحكم

أتفقنا

أتفضلوا بقى



أنا هرتب بالأقدم

الأقدم يعنى فى وجوده والأقدم فى اطلاعى عليه وبالصدفة اتفقوا واتظبطوا الحمدلله



أسيبكم وما أطولش مع أول إرسال






قال أعرابي العشق خفي أن يرى وجلى أن يخفى فهو كامن ككمون النار في الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى


لشد ما استعذبت جملة كتلك حين قرأتها للمرة الأولى فى كتابى الأثير (المستطرف فى كل فن مستظرف)

وهو كتاب كما جاء فى التعليق عليه على الغلاف "كتاب نقل فيه مؤلفه شهاب الدين محمد بن أحمد أبى الفتح الأبشيهى (المتوفى سنة 850 هـ) كثيرا مما أودعه الزمخشرى فى كتابه ربيع الأبرار ومانقله ابن عبد ربه فى العقد الفريد "

وقد أفرد الكاتب بابا كاملا من فصلين فى ذكرالعشق ومن بلي به والإفتخار بالعفاف وأخبار من مات بالعشق وما في معنى ذلك

جمع فيه أشعارا وأقوالا وقصصا وأحاديث

آثرت أن أنقل شيئا منها فى بداية الموضوع والذى أرجو أن يكون وافيا كما تمنيت عند الانتهاء منه

ولى هدفين أولا موضوعي

ثانيا الاستمتاع والاستزادة الجمالية من الناحية الأدبية

جاء فى الكتاب

قال الجاحظ العشق اسم لما فضل عن المحبة كما أن السرف اسم لما جاوز الجود

وقيل أول العشق النظر وأول الحريق الشرر وكان العشاق فيما مضى يشق الرجل برقع حبيبته والمرأة تشق رداء حبيبها ويقولان إنهما إذا لم يفعلا ذلك عرض البغض بينهما وقال عبد بني الحسحاس:
( وكم قد شققنا من رداء محبر ... ومن برقع عن طفلة غير عانس )
( إذا شق برد شق بالبرد برقع ... من الحب حتى كلنا غير لابس )

وقيل لاعرابي ما بلغ من حبك لفلانه ؟ قال إني لأذكرها وبيني وبينها عقبة الطائف فأجد من ذكرها رائحة المسك

وقيل رأى شبيب أخو بثينة جميلا عندها فوثب عليه وآذاه ثم إن شبيبا أتى مكة وجميل فيها فقيل لجميل دونك شبيبا فخذ بثأرك منه فقال:
( وقالوا يا جميل أتى أخوها ... فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب ) وأنشد الأخفش الحداد يقول
( مطارق الشوق منها في الحشى أثر ... يطرقن سندان قلب حشوه الفكر )
( ونار كور الهوى في الجسم موقدة ... ومبرد الحب لا يبقى ولا يذر )

وفي الجليس الأنيس لأبي العالية الشامي قال سأل أمير المؤمنين المأمون يحيى بن أكثم عن العشق ما هو ؟ فقال هو سوانح تسنح للمرء فيهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه

وقال ثمامة العشق جليس ممتع وأليف مؤنس وصاحب ملك مسالكه ضيقة ومذاهبه غامضة وأحكامه جائرة ملك الأبدان وأرواحها والقلوب وخواطرها والعيون ونواظرها والعقول وآراءها وأعطى عنان طاعتها وقوة تصريفها توارى عن الأبصار مدخله وخفي في القلوب مسلكه

وكان شيخ بخراسان له أدب وحسن معرفة بالأمور قال لسليمان بن عمرو ومن معه أنتم أدباء وقد سمعتم الحكمة ولكم حداء ونغم فهل فيكم عاشق ؟ قال لا قال اعشقوا فان العشق يطلق اللسان ويفتح جبلة البليد والبخيل ويبعث على التلطف وتحسين اللباس وتطييب المطعم ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشريف الهمة

وقال المجنون:
( قالت جننت على ذكرى فقلت لها ... الحب أعظم مما بالمجانين )
( الحب ليس يفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين )

قال ذالرياستين إن بهرام جور كان له ابن وكان قد رشحه للأمر من بعده فنشأ الفتى ناقص الهمة ساقط المروءة خامل النفس مسيء الأدب فغمه ذلك فوكل به من المؤدبين والمنجمين والحكماء من يلازمه ويعلمه وكان يسألهم عنه فيحكون له ما يغمه من سوء فهمه وقلة أدبه إلى أن سأل بعض مؤدبيه يوما فقال له المؤدب قد كنا نخاف سوء أدبه فحدث من أمره ما صيرنا إلى الرجاء في فلاحه قال وما ذاك الذي حدث ؟ قال رأى ابنة فلان المرزبان فعشقها فغلبت عليه فهو لا يهدأ إلا بها ولا يتشاغل إلا بها فقال بهرام الآن رجوت فلاحه ثم دعا بأبي الجارية فقال له إني مسر إليك سرا فلا يعدوك فضمن له ستره فاعلمه ان ابنه قد عشق ابنته وأنه يريد أن ينكحها إياه وأمره أن يأمرها باطماعه في نفسها ومراسلته من غير أن يراها وتقع عينه عليها فإذا استحكم طمعه فيها تجتنبه وتهجره فإن استعملها علمته أنها لا تصلح إلا لملك ثم لتعلمني خبرها وخبره ولا تطلعهما على ما أسره إليك فقبل أبوها ذلك منه ثم قال للمؤدب والموكل بأدبه حضه وشجعه على مراسلة المرأة ففعل ذلك وفعلت المرأة كما أمرها أبوها فلما انتهت إلى التجني عليه وعلم الفتى السبب الذي كرهته لأجله أخذ في الأدب وطلب الحكمة والعلم والفروسية والرماية وضرب الصولجان حتى مهر في ذلك ثم رفع إلى أبيه أنه محتاج إلى الدواب والآلات والمطاعم والملابس والندماء وما أشبه ذلك فسر الملك بذلك وأمر له بما طلب ثم دعا مؤدبه فقال له إن الموضع الذي وضع به ابني نفسه من خبر هذه المرأة لا يدري به فتقدم إليه وأمره أن يرفع أمرها إلي ويسألني أن أزوجه إياها ففعل المؤدب ذلك فرفع الفتى ذلك لأبيه فدعا بأبيها وزوجه إياها وأمر بتعجيلها إليه وقال إذا اجتمعت أنت وهي فلا تحدث شيئا حتى أصير إليك فلما اجتمعا صار إليه فقال يا بني لا يضعن قدرها عندك مراسلتها إياك وليست في خبائك فإني أمرتها بذلك وهي أعظم الناس منة عليك بما دعتك إليه من طلب الحكمة والتخلق بأخلاق الملوك حتى بلغت الحد الذي تصلح معه للملك من بعدي فزدها من التشريف والإكرام بقدر ما تستحق منك ففعل الفتى وعاش مسرورا بالجارية وعاش أبوه مسرورا به وأحسن ثواب أبيها ورفع منزلته لصيانه سره وأحسن جائزة المؤدب لامتثال ما أمر به


وكان عبد الله بن عبيدة الريحاني يهوى جارية فزارته يوما فأقام يحدثها ويشكو إليها ألم الفراق فحان وقت الظهر فناداه إنسان الصلاة يا أبا الحسن فقال له رويدك حتى تزول الشمس أي حتى تقوم الجارية

وقالت ليلى العامرية في قيسها:
( لم يكن المجنون في حالة ... إلا وقد كنت كما كانا )
( لكنه باح بسر الهوى ... وإنني قد ذبت كتمانا )

وقال أحمد بن عثمان الكاتب:
( وإني ليرضيني الممر ببابها ... وأقنع منها بالشتيمة والزجر )

وقال الفتح بن خاقان صاحب المتوكل
( أيها العاشق المعذب صبرا ... فخطايا أخي الهوى مغفورة )
( زفرة في الهوى احط لذنب ... من غزاة وحجة مبرورة )

وأنشد شيبان العذري يقول:
( لو حز بالسيف رأسي في محبتها ... لطار يهوي سريعا نحوها رأسي )

وقال يحيى بن معاذ الرازي لو أمرني الله أن أقسم العذاب بين الخلق ما قسمت للعاشقين عذابا



Sitting


http://www.youtube.com/watch?v=Q1RO2EI6OuM



للأسف ،، مرات قليلة أوى فى عمر الواحد اللى حس فيها بالإحساس اللى فى الأغنية دى بالذات


يمكن مرة مرتين بس


الوصول لده مش سهل الإحساس بالقوة ،، القوة اللى مصدرها الثقة ،، الاحساس بإن خطوتك الجاية على أرض صلبة جدا ولو مش صلبة جدا إنت واثق لنها صح ودا كفاية


الاحساس بالحرية،،الحرية اللى مصدرها برضه الثقة إنك أفضل ،، مش أفضل الناس لكن ماحدش أفضل منك !!!!


إن الناس مش مهمين بالقدر اللى بنحسبلهم حساب أحيانا


يمكن بعدت شوية عن محتوى الأغنية


بس أنا بتكلم عن إحساسها وايه دوافعه لو بالنسبة لنا


الأغنية دى أنا بحب اسمعها أوى هى وكل أغنيات Cat Steven طبعا الأغنية دى كانت فى فترة هو كان قريب فيها من إنه يسلم ويبقى يوسف إسلام





Sitting


Oh I'm on my way,


I know I am, somewhere not so far from here


All I know is all I feel right now,


I feel the power growing in my hair


Sitting on my own not by myself,


everybody's here with me


I don't need to touch your face to know


, and I don't need to use my eyes to see


I keep on wondering if I sleep too long,


will I always wake up the same (or so)?


And keep on wondering if I sleep too long,


will I even wake up again or somethingOh


I'm on my way I know I am,


but times there were when I thought not


Bleeding half my soul in bad company,


I thank the moon I had the strength to stop


I'm not making love to anyone's wishes,


only for that light I see


'Cause when I'm dead and lowered low in my grave,


that's gonnabe the only thing that's left of me


And if I make it to the waterside,


will I even find me a boat (or so)?


And if I make it to the waterside,


I'll be sure to write you not or somethingOh


I'm on my way, I know I am,


somewhere not so far from here


All I know is all I feel right now,


I feel the power growing in my hair


Oh life is like a maze of doors and they all open from the side you're on


Just keep on pushing hard boy,


try as you mayYou're going to wind up where you started from


You're going to wind up where you started from

الأحد، 6 أبريل 2008

الابدية

الابدية

ااااااااااااااااااااااه

لماذا يؤلمني راسي بهذا الشكل

من انا اصلا

و ما هذا المكان

اتلفت حولي, علي اري شيئا يذكرني باي شئ, و لكني لا اراه, لا اري شيئا يذكرني ياي شئ, كل ما اراه مجرد خرائب, طبع علي حوائطها اسماء بعض الشباب و الشابات, بالطبع يوجد قلب بين الاسمين كناية عن الحب

بدات روائح عجيبة تتسلل الي انفي, هذا ليس مكانا لنقش اسامي العشاق فقط بل هو ايضا مكان لقضاء الحاجة هذا ما يبدو

بدا لي هذا محرجا قليلا, فانا الان ملقي ارضا تماما كالفضلات التي خلفها من يقضون حاجتهم, بدات اضع يدي علي الارض و ادفع الي اعلي, بعد فترة ليست بالطويلة و لا بالقصيرة استطعت الوقوف, كانت يدي كالمهلبية مائعة, و كان راسي يلف و يدور كالساقية, اما قدماي فكانوا مجرد قطعتين من الاسفنج اللين و رغم هذا تحاملت علي نفسي و وقفت

لم امنع نفسي بعد من الالتفات, بدات امشي كالطفل البالغ من العمر سنتين, اترنح فتحاول المهلبية بالاشتراك مع الساقية و الاسفنجتين اعادة توازني, فامشي مرة اخري, و اترنح مرة و مرة و مرة, و اتوازن اخري و اخري و اخري, بدات اتجول في هذا المكان الخرب, يبدو كبناية مهملة لم يكمل صاحبها بنائها, مجرد اعمدة متناثرة هنا و هناك يعلوها سقف, و بعض الحوائط الغير مكتملة تحيط بها, ماذا اتي بي الي هنا يا تري

بدات ابحث عن طريق اغادر منه المكان, خرجت من فرجة في احدي الحوائط المهدمة, فاذا بي اجد امامي حقلا كبيرا, فهمت اذن فهذه بناية وسط ارض زراعية, لقد عرفت ماهية المكان اخيرا, بقي شئ بسيط ان اعرف من انا!!!!!!!!!!!!

اخذت امشي و لكن بدون ترنح, تصلبت قدمي و استقر راسي في موضعه, مشيت علي الارض و بدات احس بها جيدا بعد ان كنت احس باني امشي علي قطن او اسفنج, اسعدني هذا و لكني قررت ان احافظ علي ثبات خطواتي كي لا تدور راسي مجددا, المشكلة انني لا اعرف في اي اتجاه يجب ان اسير او اذهب, يبدو هذا الحقل و كانه حديقة اشجار, اعتقد انها برتقال, تحيط بالمبني احاطة السوار بالمعصم, و لذلك لا اري شيئا و لا اعرف في اي اتجاه اسير, فكرت في العودة الي المبني و الصعود الي سطحه شبه المهدم علي اري شيئا من عل, وضعت الفكرة في حيز التنفيذ و لكن قابلتني مشكلة صغيرة, لم اعرف في اي اتجاه امشي كي اعود للمبني, كنت قد ضعت تماما, وحدي وسط الاشجار و لا اعرف اين اذهب, كان افضل ما في الموضوع ان الاشجار حمتني من ضوء الشمس الجبار, قررت ان امشي بلا هدي علي اجد مخرجا, وضعت الفكرة في حيز التنفيذ و بدات امشي بلا هدي

بعد المشي لفترة طويلة انهكني المشي, خاصة اني بذلت مجهودا جبارا عسي ان اخرج من هذه الغابة بلا جدوي, لا اعرف لماذا احسست بكل هذا التعب, و لا اعرف من اين جاءت هذه الصعوبة التي اواجهها, قررت ان استلقي تحت شجرة, استلقيت تحتها و بدات اعتصر مخي علي اتذكر اي شئ, بدات بطني تعاند مخي كانت تصدر اصواتا غريبة, كانها تشتمني و تخبرني انها ترغب في بعض الطعام, لم اخيب ظنها, هببت واقفا و بدات انظر للشجرة التي اجلس تحت ظلها, كانت متوسطة الارتفاع, بدات ابحث عن فرع او قطعة طويلة من الخشب, او قصبة, اي شئ طويل, لم اجد, وجدت طوبة, امسكت بها, قذفها نحو ثمرة برتقال, لم تقع العفريتة, جئت بحجر كبير هذه المرة, قذفت به, مرة اخري عاندتني الثمرة, قررت ان اتسلق الشجرة كي انال من هذه العنيدة, بالفعل وضعت الفكرة حيز التنفيذ, تشبثت بجذعها و بدات اتسلق, كنت اشبه بالبرص, و لكني نجحت في الارتفاع و الوصول الي مستوي الثمرة العنيدة, كانت هناك ثمرات اقرب و لكنني كنت مصمما علي الوصول الي هذه الثمرة بالذات, بدات امد يدي نحوها, بقي خمسة سنتيمترات فقط, بدات امد جسدي كله نحوها, مال جذعي و بدا التصاقي بالشجرة يقل, امسكت بالثمرة العنيدة, بدات اشدها, نجحت, اعتقد انها انفصل...........ااااااااااااااااااااه

..........................................

ااااااااااااااااااااااه

لماذا يؤلمني راسي بهذا الشكل

من انا اصلا

و ما هذا المكان

اتلفت حولي, علي اري شيئا يذكرني باي شئ, و لكني لا اراه, لا اري شيئا يذكرني ياي شئ, كل ما اراه مجرد رمل اصفر ذهبي ممتد علي محيط البصر, انا وحدي في وسط صحراء جرداء قاحلة, ذهلت, لا اعلم ما جاء بي الي هنا, و لكن بدا لي هذا منطقيا فان منذ البداية لم اعرف كينونة نفسي فكيف لي ان اعرف كيف جئت الي هذا المكان

حاولت الوقوف, كانت يدي كالخيط المبتل, و راسي يدور كالطاحونة, و قدماي خائرتين القوي كقطعتين من القطن, و لكني لم افقد الامل في الوقوف, بالفعل وقفت, بدات انظر حولي, كانت صحراء لم اتخيل ان اراها بعيني في يوم من الايام, لم اقوي علي الاتيان باي رد فعل من كثرة الذهول, كنت بالفعل مذهولا, كانت الكثبان تحيط بي من كل جانب, و كنت واقفا وحدي في منتصف هذا اللون الاصفر كنقطة سوداء علي سطح طبق من الكاستر, بدات اجري مترنحا كالمجنون, انقلبت علي وجهي عدة مرات, لا اعرف اين اذهب, همت علي وجهي, تارة اجري كالملسوع و تارة اخري امشي الهويني من التعب, بدات شفتي في التشقق, و بدا لساني في الجفاف, و بدا حلقي يصبح مالحا, احسست باني سافقد وعيي قريبا و لكني رايتها

نعم, انها بركة ماء, لا شك في هذا, بركة ماء جميلة لم اتخيل وجودها في هذا المكان, بجوارها نخلة مليئة بالبلح, كان البلح متساقطا علي جوانبها, هذا جيد جدا, لن اضطر ان افعل كما فعلت مع البرتقالة

مهلا هل قلت البرتقالة, ما هي هذه البرتقالة و ماذا فعلت معها, لماذا تتراءي لي المشاهد الان كالسيول المنهمرة, اري خرائب, اري بقايا فضلات بشرية, اشجار فواكه, برتقال, اتسلق, اهوي ارضااااااااااااااا............................

..........................................

هل جننت

نعم بالتاكيد

اشكو لله ممن كان السبب

ممن كانت السبب

لماذا يؤلمني راسي

ارجوك اجبني

اين البرتقال و البلح

لقد تذكرتهم جيدا هذه المرة

و لكن اين انا

لماذا يؤلمني راسي بهذا الشكل

احاول الاعتدال فلا اعتدل هذه المرة, فلين يدي و قدمي فوق الوصف, و راسي تدور بشدة, الادهي من ذلك اني لا اري شيئا هذه المرة, احاول ان اغلق عيني و اصفي ذهني, وضعت كل ارادتي في هذا الشئ, بدات افكار صافية تتغلغلني

........................................

هناك طفل صغير يركض, نعم يركض, علي وجهه سعادة الاطفال, و امامه طفلة صغيرة ايضا, وسط مجموعة من الاطفال, تماثلهم سنا, و تماثله سنا, كانت ذو انف عالية, لا يقصد بهذا ان انفها كان كبيرا و انما يقصد انها كانت تتميز باحساس الرفعة بشكل لا يصدق, كانت تحس بانها صنف و ان باقي البشر صنف اخر, احساس غريب لمن في مثل سنها, مهلا لقد بدات في النضوج, كبرت امام عينيه, تكبر و هو يكبر, يحاول الاقتراب منها, تنظر له نظرة تعيده الي الوراء امتارا و امتار, لا يياس و يحاول الاقتراب مجددا, و لكن طاقة غرورها و كبرها تصده مجددا, الغريب انه يري فيها سحرا لا يقاوم رغم ان جمالها قد تفوقه العديدات, كانت البنات المتجمعات حولها فيهن من هن اجمل منها كثيرا, و بعضهم كان ينظر اليه باعجاب ايضا, و لكنه لم يهتم الا بهذه, كان يرنو اليها فتصده, لقد وصلوا الان الي سن المراهقة, حوالي من خمسة عشر الي سبعة عشر عاما, توقف النمو عند هذا الحد, فرح لهذا, و بدا يحاول الاقتراب منها مجددا, لقد اصبحت اكثر نضجا, اكثر فتنة و جمالا, زاد هذا عزيمته, ثبتت قدماه اكثر و اكثر, تقدم بعزيمة اكبر, نظرت اليه ذات النظرات الصاعقة, لم يؤثر فيه هذا و تقدم اكثر, بطرف عينه شاهد احدي الفتيات الواقفات بجانبها تنظر اليه و تتقطر دموعها, لم يكترث و انما زادت عزيمته, مع كل ثانية و كل خطوة كانت تزيد عزيمته, بدات الفتاة تضطرب, تلك الواثقة بدات تضطرب, عزيمته الانت عزيمتها,بدا يكبر اكثر, لقد عاد نموهما للسطح مجددا, كبرا اكثر من عشر سنين هذه المرة و اختلف المظهر السابق, بدا بعض الشباب ياتون من جميع الجهات يريدون محاصرتها, الفتيات المحيطات بها بدان في الاختفاء, بقيت هي و حولها سباق اشترك فيه عشرات الشبان, زادت عزيمته كعادته كلما زادت الصعاب زاد عزيمة, تحول جريه البطئ الي عدو بدات نظراتها تتجه اليه, احس بها هذه المرة, احس بدفئها و جمالها, وجد عينها متعلقة به فطار من الفرحة, تحول العدو الي طيران, اخيرا فلحت عزيمته في تليين عزتها و كبريائها, ليست فقط عزيمته بل هو ايضا بريق الذهب في يده, مهلا ذهب, لقد قال ذهب, نظر الي يده فوجد ذهبا, نظر الي عينيها وجدهما لا يغادران الذهب, بدا يفهم ان الامر ليس بعزيمته او سحره الفتان, بدا يفهم ان الامر يختلف........

...............................

عاد صغيرا, اختفت المشاهد من امامه, اختفت هي بسحرها و جمالها و عينيها الواثقتين, بدا هو في الركض مجددا, دخل فصلا دراسيا ما, بدا و كانه الاكثر امتيازا في هذا الفصل, كبر قليلا و تدرج, وجد نفسه في فصل اخر, اجتازه ببراعة, اخذ يكبر كالكابوس, و في كل مرة كان تميزه يكبر معه, كان هناك اسما منقوشا امامه في كل دفاتره و اوراقه, اسما مكونا من ثلاثة احرف, كان يبث فيه طاقة غير محدوة, كلما كان ينظر اليه كان يزيد تفوقا, اجتاز مراحله التعليمية في ثقة و اقتدار, بدا حياة عملية حافلة, سافر الي الخارج, اجتاز دراساته بنفس القوة, صورتها لا تفارق خياله, تزيده عزما و تفوقا عاد الي بلاده قويا, عاد كي يكمل حلمه الكبير, اصبح له دانيا هذه المرة اكثر من اي وقت مضي, بالفعل حقق حلمه, و لكنه لم يكن حلما, كان كابوسا....................و لكني سافيق منه............ حتما سافيق..............

...............................

من كانت النهاية تناسبه, ارجوه الا يكمل القصة

...............................

بدات تضح الاشياء المبهمة في ذهني رويدا رويدا, كل هذه القصص و كل هذه الالاعيب, انا الان ادري من انا, و ادري ما جاء بي الي هنا, بدات اعتدل, اعتدلت بالفعل و جلست علي السرير الذي كنت ارقد عليه, لم اعرف كيف وصل بي الحال الي هذا الحد, كيف جن عقلي العبقري, يجب ان امسك بزمام امور نفسي, يجبان يعود لي فكري السابق, و ذكائي الحاد يجب ان يسيطر علي الامور, لن اجعل مجرد عثرة بسيطة توقف طموحي و احلامي, و لكن اذا فكرت في هذا الامر مليا ساجد ان طموحي و احلامي قد اندثروا بالفعل, فلم يعد محركهم يعمل, و لكن لم افهم بعد مغزي القصتين اللتين رايتهما في البداية, ما دخل هاذين في الاحداث اساسا

انتفضت واقفا, نظرت حولي يمنة و يسرة, يالها من حجرة كئيبة, اتجهت الي الباب الموصد, ارتفعت عقيرتي بالنداء, جاءني الممرض, سالني عما اريد, كان متوجسا خيفة مما اعطاني فكرة عما كنت افعله قبل ان افيق و املك زمام نفسي, اخبرته اني اريد رؤية الطبيب المسؤول عن حالتي, اخبرني ان انتظر قليلا و ما هي الا لحظات حتي كان الطبي يدلف الي الحجرة مصطحبا ممرضين و اثنين من رجال الامن...........

..........................

-اري انك و لله الحمد اصبحت احسن الان

-الحمد لله, و لكني لم اكن اشعر بشئ عندما كنت اسوء

-لم تشعر بشئ, ساقول لك بعضا مما فعلت, لقد كنت هائجا بشدة, و كنت تلكم و تركل كل من يقترب منك, لقد كنت في منتهي الشراسة, كنت تصرخ بان شرخا كبيرا اصاب حياتك, و بعد ذلك قلت انه ليس شرخا بل زلزال قضي علي كل احلامك و طموحاتك, قلت ان تعب السنين انتهي و ضاع و ذهب و انت ذهبت معه

كنت استمع اليه باهتمام, اذا فانا انهرت, نعم هذا التفسير الوحيد لكل ما انتابني من هواجس و احلام و مشاهد غريبة, لقد كنت اخرف, كان كل ما رايته تخريفا, رايته داخليا و انا هائج خارجيا, يبدو انني كنت محطما تماما فعلا

وجدت الطبيب ينظر الي في ريبة و قد بدا رجال الامن حوله يتحفزون, كان احدهم يحمل علامة زرقاء نصف دامية علي خده الايسر و كان ينظر لي شذرا فابتسمت محاولا تلطيف الجو

-يبدو انني كنت السبب في هذا(مشيرا الي الكدمة علي وجه رجل الامن), هل كلامي صحيح

ابتسم رجل الامن و لكن الطبيب قال لي في ضيق

-و هذه الم تنتبه اليها(كاشفا المنطقة خلف اذنه اليسري)؟

لم اتمالك نفسي هذه المرة انفجرت ضاحكا, يا اله السماوات لكم يصبح الضحك ممتعا بعد الازمات

انغمس كل من في الغرفة في ضحك هستيري لكنه جميل, بدات احاول السيطرة علي نفسي و بالفعل توقفت, توقفوا جميعا معي و بدات اتكلم مجددا

-اذن فكنت انا كالمجنون

-ليس كالمجنون انت كنت مجنونا فعلا

-و كم استغرق بي الوقت في هذه الحالة

-اكثر من شهر, لقد كنا نعطيك يوميا مهدئات تكفي لتنيم فيل

جحظت عيناي, لم اكن اتخيل ان الصدمة ستهشمني الي هذا الحد, لم اكن في يوم اتوقع ان تحدث اصلا و لهذا لم اتخيل وقعها علي

-ممكن اسالك سؤال

-تفضل

-كيف حدث هذا لك, اعني انك عالم كبير في مجالك, تعتبر احد علماء الكيمياء البارزين في العالم, لك من المراجع و الابحاث العديد و العديد, كلها مراجع مسجلة عالميا و تعتبر من اثمن و اقيم المراجع و المؤلفات, وصلت بك الشهرة حدها الاقصي, و تهافتت عليك كل وسائل الاعلام و الاوساط العلمية و اصبحت عالما عالميا, كل هذا و انت لم تتخطي الخامسة و الثلاثين بعد, كيف وصل بك الحال لهذه الدرجة, بصراحة انا ساموت ان لم اعرف السبب, الفضول يقتلني

بدات انظر حولي, كنت اعرف انه طبيبا نفسيا و ان سر مرضاه هو سر لا يستطيع اطلاع احد عليه, علي هذا اقسم و يبدو لي ممن يبرون بقسمهم, اما من معه فلم يقسموا علي شئ و لا اضمن انهم لن ينقلون كلامي خارج ارجاء هذه الغرفة

كان ذكيا جدا, لاحظ نظراتي للمرضين و رجلي الامن, انا ايضا ذكي, لاحظت تردده و شممت فيه رائحة الخوف

-لا تخف مني يا دكتور لن اؤذيك, انت قلت منذ قليل اني عالم جليل و عبقري, انا الان اسيطر علي نفسي, صدقني لا تخف لن افعل شيئا, هذا وعد(جابهته بابتسامة مطمئنة)

-(موجها الكلام الي الممرضين و رجلي الامن)من فضلكم اتركونا وحدنا قليلا

بان التردد علي وجههم, يبدو انني كنت في منتهي العنف سابقا, كان لهم الحق في ذلك و لكنني و لله الحق كنت اغلي من الداخل, كيف يجرؤ هؤلاء الكلاب في التشكيك في صحة عقل عبقري مثلي, و لكن مرة اخري عدت للتفكير المنطقي لقد كنت كالوحش منذ قليل, تضاد منطقي هذا يوحي بان عقلي ليس سلما كليا بعد, كانوا فعلا علي حق انا لا اؤتمن بعد

-علي مسئوليتي, ساجلس معه قليلا علي مسئوليتي, اخرجوا و قفوا في اخر الرواق, و لو حدث شئ و ان شاء الله لن يحدث سانادي عليكم

هزوا اكتافهم بمعني كما تريد, خرجوا من الغرفة فنظر الي نظرة يملؤها الشغف و قال

-الان نحن وحدنا, احكي لي من فضلك

اه يبدو ان الموضوع انقلب عنده الي فضول اكثر من مجرد متابعة حالة مرضية, اقلقني هذا قليلا و لكني كما قلت كنت اثق به, قررت اني من الضروري ان احكي له, يجب ان احكي لاحد عما اعاني, و لن اجد افضل منه مستمعا, لقد تدرب علي الاستماع و هو كتوم بامر عمله, اذا ما باليد حيلة..................

............................

تريد ان تسمع الحكاية من فضلك اكمل القصة, انت اخترت منذ البداية ان تكمل

............................

-عندما كنت طفلا كنت عادي, و لا ابالغ ان قلت اني كنت اقل من العادي ايضا, بل كنت ابله و متخلف ايضا, يقولون ان العبقري يظهر منذ الصغر, عليه سيماء العبقرية منذ صغره, تجده مختلف عن باقي الاطفال, كنت فعلا مختلفا و لكن اختلاف انحطاطي, كنت احط الاطفال قدرا, ما كانوا يفهموه في نصف ساعة كنت افهمه في ساعتين, و ما كانوا يحفظوه في ساعة كنت استغرق فيه يوما كاملا و في اليوم التالي يطير, كل المدرسين الذين درسولي في مرحلة ما قبل المدرسة و في اوائل السنة الاولي الابدائية اجمعوا اني اصلح ان اعمل نقاشا او نجارا, اما التعليم فكان لغيري و لكنه بالتاكيد ليس لي

-من فضلك ما علاقة هذا الكلام بحالتك الان, هل اكتشفت فجاة انك كنت مظلوما في الماضي

-هل انت متاكد انك طبيب نفسي

-اسف, من فضلك اكمل(كان في قمة الحرج طبعا)

-(زفرت زفرة ضيق).......عندما اتممت مرحلة ما قبل الابتدائي كنت صفر علي اليسار, لا افقه شيئا في اي شئ, لا اعرف الالف من عود الذرة, هذا اورثني مشاكل لا حصر لها, كان فهمي محدودا و اساسي مهدودا, فكنت لا افهم شيئا, هذا جعلني عدو المدرسين الاول, و ابله الفصل الاول, و فاشل المدرسة كلها, لم يكن يمر بي يوم بدون مضايقات او مهاترات من اصحابي و غيرهم, انت تعرف الاطفال, في الحقيقة هذا كان يضايقني و اثر في نفسي, و لكن ما كان يضايقني اكثر اني كنت اهان امامها

بدا الاهتمام الان يطفو علي وجهه بعد ان كان الملل يطفح منذ قليل, لا اعرف كيف عينوا هذا طبيبا نفسيا

-هي, لا استطيع ان اصفها لك, كانت مدرستنا مشتركة, كانت في نفس فصلي, و كانت كالنور علي صفحة مظلمة, كنت اشك بانها انسانة, كنت صغيرا و لكني كنت مفتونا, صدقني كان سحرها لا يقاوم, لا اعرف مما قدت بالضبط و لكن اعرف اني كنت مفتونا بها من صغري, لا اعرف ان كان حب اطفال ام فتنة حقيقية و لكن ما اعرفه شئ واحد, كان كل ما يفعله بي اصحابي يحرقني و يقطع نفسي اجزاءا بسببها, كنت لا اريد ان اظهر امامها بمظهر الفاشل ابدا

توقفت قليلا فنظر لي نظرة تساؤل, ازدرت لعابي و بدات احكي من جديد و تناسيت نظراته البلهاء الفضولية

-بدات افكر بعقلي الصغير, كيف اجذب اهتمام هذا الملاك, و كيف يمكن لملاك مثله ان يهبط لمستوي حقير مثلي, اقصد في هذا الوقت طبعا, بدات انظر للاولاد الشعبيين, الابرز, الجاذبين للاهتمام, خاصة انتباهها, وجدتهم منحصرين في ثلاث فئات, المتميزين دراسيا, و المتميزين شكليا, و المتميزين دراسيا, و انا كنت ابعد كل البعد عن الثلاث(اكاد اقسم انه ينظر لانفي الطويل و عيناي الغائرتين و فمي الذي يشبه باب زويلة و نحافتي المفرطة و يبتسم هكذا الناس جميعا جل ما يهتمون به الشكل دون النظر لباقي الامور حتي و لو كانوا فئة راقية كهذا الطبيب الغير طبيب بالمرة)

-(قلت موجها كلامي له).......سبق ان قلت لك انني ذكي, افهم الايماءات, نظراتك لي تجعلني اتضايق, من فضلك لا توجه لي هذه النظرات المبتسمة و تسخر من شكلي

-اسف(و اتسعت ابتسامته.....يبدو انني ساغادر مستشفي الامراض النفسية للحاق بمكان في غرفة الاعدام)

-(زفرت زفرة ضيق هذه المرة لفحت وجهه فابتلع ابتسامته البلهاء).........كعادة الاطفال اخترت اكثر الحلول سهولة و استعراضية, بدات اهتم بمظهري, اقلامي, اوراقي, كراساتي, شكلي العام, جعلت ابي يشتري لي ثيابا جديدة بعد بكاء و عويل بلا انقطاع, و لكن نظرة واحدة في المراة جعلتني اعرف انني ابدو كعود القصب ذو الانف الطويل و العينين الغائرتين و الفم الواسع الذي قرر فجاة ان يصبح مهرجا في سرك الكابوكي, عدلت عن الفكرة(هذا الوغد يضحك من جديد, لعن الله من عينك طبيبا نفسيا), اتجهت لافتعال المشاكل كي اصبح بلطجيا لائقا بالملاك, لكن نحافتي و سوء صحتي و حالتي البدنية المنعدمة جعل من كنت افتعل معهم المشاكل يضربونني ضربا مبرحا مذلا امامها, فكانت تضحك علي, و كانت المدرسة كلها تضحك علي, و اصبحت المدرسة كلها تقوم بالواجب مع قفاي يوميا, اصبحت مسخة اكثر من البداية بمراحل, بعد ذلك حاولت النهوض بصحتي و قوتي البدنية, بعد السنة الاولي ذهبت لمدرب كاراتيه و لكنه قال لابي انني كالفتلة المبتلة التي قررت فجاة ان تصبح جاكي شان, و انه علي استعداد ان يجعل مريضا مشلولا شللا رباعيا بطل كمال اجسام و لكنه ليس علي استعداد للتضحية باعصابه و مجهوده لتقويم من هم مثلي(سيموت الان و ارتاح منه , لقد وصل به كتمان الضحك لدرجة ان وجهه اصبح اشبه بالطماطم), و بهذا لم يبق امامي سوي حل واحد

-التفوق الدراسي طبعا, اليس كذلك

-اصمت, انا من يتكلم(جعلني هذا الهجوم عليه احس اخيرا باني رددت اليه جزءا مما يفعل فيه)

-(احمر وجهه المحمر اساسا فبدا كعلبة الصلصة)........اسف, من فضلك اكمل

-رغم مقاطعتك الوقحة لي (احمر وجهه, نقطة لي) انت علي حق, تفوقت دراسيا, لن احتاج ان اقول كيف تحولت من ابله كبير لعبقري رائع, فعلت كل ما يفعل, كنت اجلس امام الكتاب اكثر من اقراني مرتين و ثلاثة, كنت احرم نفسي من كل المتع, اعتقد انك تعرف بحكم مهنتك كم هو شائك علي الطفل ان يستمع لاقرانه و هم يلعبون و هو جالس يذاكر, حتي الفسحة التي كانوا يعطونها لنا في وسط اليوم الدراسي كنت اذاكر فيها, في السنة الاولي اصبحت الخامس علي الفصل, في الثانية الاول, في الثالثة الاول علي المحافظة, و في الثانوية العامة الاول علي الجمهورية, و في الوسط لم اتنازل عن مركزي ابدا

-(منبهرا), دكتور لم اعرف انك بهذه الروعة, لقد نجحت في التحول من متخلف الي عبقري بقو............

-ما هذه الالفاظ, اختر الفاظك جيدا, من اين هبطت علي(نقطة ثانية لي و احمرار اخر)

-لا اعرف ماذا حدث لي, يبدو ان ضربة المجنون اياه اثرت علي كثيرا(متحسسا الضربة التي سددتها له, عشر نقاط للوغد)

-ما علينا, الامر لم يكن اني كنت رائعا الامر كان ان هناك قوة مهولة تحركني قوة قادرة علي تفتيت الصخر قوة تتكون من ثلاثة احرف كانوا محفورين في ذهني و عقلي و كتبي و اوراقي و في كل مكان, و صورة رسمتها بنفسي حسبما اتفق في كراسة الرسم, و صورة لا تذهب او تتبخر من عقل مسحور, كان الشئ الوحيد الذي يشغلني عن المذاكرة هي, كنت اذهب دائما اليها كي اراها بعدما عرفت بيتها, و بعد ان غادرت المدرسة كنت اذهب لاشاهدها و هي تغادر, و لا اذهب الي مدرستي قبل ان اراها, هذا وحده سبب لي مشاكل رهيبة, حتي بعد انتهاء الدراسة دخلت الكلية التي اتجهت اليها دون تفكير مما دفع مصر كلها للتساؤل عن كنه هذا الاول الابله الذي التحق بكلية العلوم

-ماذا, دخلت الكلية و اصبحت هذا العالم العبقري و كله بفضلها

-انا انسان بفضلها

-و هي طوال هذه السنين ماذا كان رد فعلها تجاهك

-هل سمعت عن قمر نزل الي الارض ليقابل من هو معجب به

-طبعا لا

-هي ايضا لم تنزل لي كما لم ينزل القمر بالضبط, كل ما استطعت ان احصل عليه منها هو رد السلام في المرحلة الابتدائية, اما بعد ذلك كنت لا اجد منها اي رد فعل تجاهي, اعتقد انها نستني اصلا و لم تتذكرني سوي في الكلية

-و هل تغير الامر في الكلية

-طبعا تغير, كنت معها في نفس القسم, او ما نطلق عليه السكشن, عرضت مساعدتها, و قدمت نفسي فتظاهرت بانها تذكرتني و انا متاكد بانها لم تتذكرني, بدات اساعدها, ادمنت وجهها البشوش, فهي حلم السنين, هي وقود نجاحي, ادمنت مساعدتي, فانا المستقبل, و عامل مساعد كبير في تفوقها, بالفعل ساعدتها كثيرا و اصبحنا متلاصقين و كنت لست علي الارض, كنت طائرا لمدة اربع سنوات كاملة, مات ابي في خلال هذه السنين, اقسم بانني لم احزن عليه لحظة, و لا تعتبرني جاحدا, كنت احبه و لكني اعبدها, حبها في قلبي قضي علي كل المشاعر السلبية, حتي الحزن لم اعد استطيع ان احس به

-يا اله السماوات, لقد استغرق مني الطب النفسي اكثر من عشر سنوات دراسة, و عشرين سنة ممارسة و لم اجد ابدا مثل هذه الحالة

-و ها قد وجدتها

-و ماذا بعد ذلك

-تخرجنا, حصلنا علي وظيفة في الكلية سويا, تقدمت لخطبتها بعد عامين, كنت في عامي الرابع و العشرين, و كانت في نفس السن تقريبا, و رغم كثرة عدد من تقدموا لها قبل هذا التاريخ و بعده وافقت علي تقدمي لخطبتها

-هذا غير متوقع(اطرق راسه و فكر قليلا)..............الا لو كانت قد ماتت

-ارجوك نادي علي ضابطي الامن الواقفين في الخارج

(بسلامة نية)..............لماذا

-لاني سادق عنقك الان

جفل و انتفض جسده من علي السرير, و تاهب للقيام و اخذ ينظر لعيناي الغاضبتين في خوف و هلع, و بدات رقبته تتجه رويدا رويدا نحو باب الغرفة

-لولا اني احتاج كي احكي حكايتي لاحد لفعلتها, لا تطلق عليها لفظا قبيحا او صفة قبيحة او حتي تقرر عليها واقعا مشئوما و الا اقسم ان اجعلك طعاما لكلاب المستشفي(احمر وجهه جدا هذه المرة)

-دكتور من فضلك انت في مكان محترم ارجو التهذيب قليلا و لا سوف اضطر لاخذ اجراءات حاسمة, انت تعرف اني قادر علي هذا, انا فقط اتحملك لانك مريض و لاني مقدر لحالتك

-من فضلك القي نفسك علي السرير كفاك مهاترات و استمع للباقي(لقد اصبح وجهه كقلب بطيخة ليست"قرعة")

-ساحتملك و لكن لن يطول احتمالي

-هناك اربع حوائط

-(زفر في ضيق)........ارجوك كفي اكمل من فضلك

-كان الحديث قد توقف عند خطبتي لها اليس كذلك

-نعم

-حسنا, لقد تقدمت لخطبتها و وافقت, بعد عام واحد جاءتني فرصة الدراسة في الخارج, اتفقنا علي الزواج بعد انهاء الماجيستير علي ان اصطحبها معي اثناء الدكتوراة, و علي غير العادة استطعت انهاء الماجيستر في عام واحد و تاكد الكل هناك من عبقريتي, تزوجتها و سافرت و هي معي, كنت عندها ابلغ من العمر ست و عشرين او سبع و عشرين سنة, حصلت علي الدكتوراة في عامين و اصبحت في درجة عالم بعد عام واحد و لمعت بعدها بعامين حتي ان نوبل الان قاب قوسين او ادني مني

-ما المشكلة اذن

-(ارتفع صوتي كثيرا هذه المرة)............المشكلة ان كل هذا لم يعجبها

هرول رجلي الامن و دخلوا الغرفة فوجدوني محمر الوجه و الطبيب مصفره, طمانهم الطبيب بنظرة و نادي علي الممرض امره ان يحضر لي حبة مهدئة و كوب من العصير, امرني ان انام علي ظهري قليلا و ان احاول السيطرة علي نفسي

.........................

انه الختام او شبه الختام, ارجوك لا تغادر الان

.........................

استلقيت علي ظهري, نمت تقريبا, او لا, نصف نائم, ما زلت اشعر بما حولي, ما زال فمي يتكلم, هناك شبح رجل جالس بجواري, يبدو انه يستمع الي

-علاقتنا انتهت........لن تنجح.....لا يمكن ان اعيش معك.......لا يصلح احدنا للاخر.........ارجوك اعتقني........لقد احتملتك سبع سنين فاتوا كسبع قرون............لن احتمل مجددا......

-انت حياتي, لا استطيع ان اعيش من غيرك

-و انت مماتي لقد سئمت منك, حاولت الاحتمال فلم استطيع

-و لماذا, اقسم انني لم اقصر في شئ نهائيا

-اعرف و لكن القلب و ما يريد

-انا عالم من اجلك........انا ناجح من اجلك............انا في الدنيا من اجلك.........انت هوائي.......طعامي و شرابي........كل حياتي...........كياني انت........

-و انت تعاستي.........انت شقائي.........انت جعلت اهلي يرفضون من احب...........انت تسببت في كثرة الكلام عني في الكلية............انت تسببت في تعنت اهلي معي...........انت تسببت في شقاء اعيش فيه منذ سبع سنوات.........انت من التصق بي و لم اكن اطيقك.........ما يقولون عنه (العشرة) لم يغير شيئا بل زاد الامور سوءا..........انت متزلف اهوج...........باطنك اقبح من ظاهرك.......انت لامع مزيف........و احمق كبير...........

-لماذا كل هذا

-لانك حققت حلمك علي حسابي........كنت انا حلمك فكنت انت هلاكي.........انا حياتك و انت مماتي..........انا طعامك و شرابك و انت العلقم في فمي...........كنت اتزلف امامك في فترة الخطبة بامر من امي و ابي............و في الكلية كنت اتزلف امامك لمنفعة لم اطلبها منك...........و بعد الزواج كنت اتزلف لان النساء في اسرتنا لا يطلقون و لان كل الناس يحسدونني عليك...........اقسم انك ان لم تتركني ساقتل نفسي و ارتاح.............فاض السيل و طفح الكيل.......انها النهاية

ملك

ملك

ملك

اسمها ملك و هي ملاك, و لكن كلامها كانه الشيطان يتحدث, قابلت حبي بالتعجرف و الكره, قابلت تضحياتي بالالقاء في اقرب صفيحة قمامة, قابلت حناني بالقسوة, لماذا, لماذا يا ثلاث احرف كنت اعشقهم فاصبحت اريد حذفهم من قاموس اللغة, لماذا فعلت بي هذا, لماذا قابلتني بهذا البرود و انا الذي اكن لك دفء المشاعر, ماذا جنيت و ماذا جني قلبي, يا من كنت قلبي فاصبحت عذابي, يا من كنت الدنيا فاصبحت جهنم, عسي ان ينتقم منك الله يوما لقاء ما سببتيه لي........

كنت قد بدات استعيد احساسي بالدنيا و تمييزي للامور, نظرت للطبيب فوجدته مهتما و ينظر لي في تركيز, لقد عاد طبيبا و عدت مريضا و لم اعد راويا و هو مستمعا, بدات الامور تكتسب المنحي الجاد الان

-لماذا اعيش الان يا دكتور..........لماذا..........لقد ضاع مني المحرك............و نفذ وقود حياتي.....حتي الاطفال حرمتني منهم............حرمتني حتي من ان يكون لي نفحة منها تذكرني بها..........كانت تاخذ حبوب منع الحمل بانتظام لانها لا تطيق الانجاب من قرد مثلي..........لقد قابلت حبي بمنتهي الكره............لا اعرف لماذا.............

-اعرف مدي وقع الصدمة عليك, و لكن انت الان عالم ناجح نابغ, و كما تقول كله بفضلها, حاول التفكير في الجانب المضئ للامور, قد يكون الله بعثها اليك حتي تصنع منك هذا العالم الكبير, فكر فيها كانها ادت رسالتها و انها وصلت بك الي البر الذي كنت دوما تتمني ان تصل اليه, و كاي وسيلة مواصلات عابرة ستنتقل الان الي هدف اخر و ينفصل كل منكم في طريقه

-و لكن كيف اعيش بدونها......

-ستتعب قليلا و لكنك ستتحمل و ستنسي في النهاية, انت عبقري قوة الارادة هكذا وصفت نفسك, سوف تنساها بقوة ارادتك و سوف تجتاز هذه المحطة, و سوف تظل شاكرا لها رغم ما فعلته بك او قالته لك لانك وصلت الي هذه المكانة بسببها

-هل تعتقد فعلا اني سانسي

-(ابتسم ابتسامة مطمئنة)..............لا اعتقد, انا متاكد, و اري ايضا ان لا مكان لك في هذا المشفي بعد الان, لقد واجه عقلك الواعي عقلك الباطن بكل الحقائق, و تحولت الحقيقة المرة الي واقع ملموس, ففاق عقلك من اثر الصدمة التي لم يتوقع ان يقع سجينا لها يوما, انت الان لا تحتاج لطبيب انت تحتاج للدكتور الكبير و العالم الفذ (محمد كامل) كي ينقذك مما انت فيه, لا يوجد غيرك انت الان يا دكتور محمد يستطيع انقاذك و انا متاكد انك اهل لهذا.......

-ساحاول, اعدك ساحاول, شكرا لك و اعتذر عن اي احراج او اهانة وجهتها اليك

-لا عليك, المهم هو سلامتك, العالم كله ينتظر عودة العالم الفذ, لقد قدمت لعالم الكيمياء الكثير في مدة بسيطة و نتوقع ان تقدم له الاكثر فلا تفسد كل هذا لمجرد مشكلة عابرة

فكرت في كلامه, وجدته منطقيا, نعم انا احتاج لبداية جديدة, نعم انا احتاج ان اكمل حياتي بنفسي و ان استمر في نجاحي, و لن اسمح لاي احد ان يسلب مني تعب و عرق السنين, سوف اتعلم المشي بدون عكاز, اقسم اني سافعل....................

........................

عند هذا الحد قد تكون النهاية مناسبة لك, و لكن ان اردت ان تكمل فالقصة تحت امرك...

........................

خرجت من المستشفي, الصحفيون يتسابقون, و وسائل الاعلام تتسابق,وجدتهم امامي عندما خرجت, جابهتهم بابتسامة عريضة, و عدة تفسيرات كاذبة بان الضغوط هي السبب, و انها سحابة صيف و وعكة و غيرها من مصطلحات الشبيهة بمصطلح بالشفافية, هذه المصطلحات الرنانة التي يتشدق بها الكل امام وسائل الاعلام, ذهبوا الي حال سبيلهم بعد ان اجبت علي كل ما سالوا, صرفت السائق و السيارة, و ايضا طمانت اهلي, اخبرتهم اني احتاج الي المشي وحدي قليلا في طرقات البلدة, تركوني بعد الحاح, و بعد الكثير من المياه المملحة و المخاط و النحيب, اخيرا انفردت بنفسي, اخذت اتجول و في عقلي يلح الحلمين او التخريفتين اللتين رايتهما اثناء فترة مرضي, الصحراء, و الارض الخربة, و البرتقال, و لمعان الذهب, و هذه التخاريف, الان فهمت كل شئ, لقد كانت حياتي كالصحراء الجرداء فعلا, و هي حولتها الي شئ ذو معني, و لكني لم اقتنع, و زاد طمعي, و صعدت الي القمر, فلفظني القمر, فلم استطع ان امسك بالبرتقالة و هويت و ارتطمت بارض الواقع و انتقلت الي الصحراء مجددا, و هكذا كنت ادور في دائرة مفرغة, اهملت عين المياه الواسعة, و النخل الملئ بالبلح, و اشجار البرتقال الكثيرة في سبيل برتقالة عنيدة تتبوا مكانها في اعلي فرع يقع في اعلي شجرة, هذه هي الحقيقة الرمزية فعلا, كان لهذين الحلمين فضلا كبيرا في جعلي افوق من هذه الصدمة

اكملت السير, و قررت ان اتمتع ببعض المناظر, اري بعض المتاجر, لقد دخلت الان سوقا, كان ملئ بالادوات, اسلحة, ادوات سباكة, ادوات كهربائية, تمتعت كثيرا بما رايت من مناظر, و نسيت مشكلتي وقتيا, هذا يحتد مع ذاك بسبب السعر المرتفع, و هذا راسه و الف سيف ان هذا السكين مستورد من امريكا راسا و لا يقل ثمنه عن عشر جنيهات!!!!!!!!!!!!!, ابتسمت في قرارة نفسي, كم هي ممتعة البساطة, كم ستكون الدنيا هينة بالنسبة لك ان كان كل اهتمامك منصبا علي السكين و بكم ستاخذه, اما لو كنت بائعا فبكم ستبيعه, بعشرة ام باثني عشر, استغرقتني المشاهدة بعض الوقت, مللت فعادت الذكريات

هناك امور لم التفت اليها قبلا, كانت تعاملني دائما بزيف لا شك فيه, كنت اعتبرها حينها تصرفات ملائكية صادرة من ملاك منزه عن اي تصرف ارضي, و لكن الان اعرف انها كانت تمثيلا, كانت تطلب مني الكثير من الهدايا, و في فترة الكلية كانت لا تتحمل اي مشقة او تعب في اي شئ, كنت بالفعل مرمطونا لها, لم التفت لتلك الامور في حينها و لكني الان بدات التفت لها, و الان و بعد ظهور الحقيقة افهمها

كنت دائما الاحظ انها منجذبة لهذا الرقيع "صبري", كان واحد من افقر و احقر و اقل الطلبة في المستوي الدراسي, لم يكن به ميزة من وجهة نظري, كانت دائما تبتسم له كلما راته, و كان يبتسم لها, و رايتهما يتكلمان كثيرا, و لكني فسرت ذلك حينها بالقمر الذي يلقي ضوءه علي من حوله, مستحيل ان يكون الملاك وقحا مع احد و لكن بعد ظهور الحقيقة فهمت انني لم اكن حبيبها يوما

بدات تدور القصة في راسي من البداية للنهاية, بدايتي, تخلفي, فهي, فتفوقي, فزواجنا, فحلم تحقق, فانفاصلنا, فكلام وقح, فانهيار, فحلم تحطم, فرجل تحطم, فكيان انهدم, برتقالة, و صحراء, و عين ماء, و بلح, تشبث بالبرتقالة, فسقوط, فكسر رقبة, و اهانة كرامة, و حياة بلا داعي, و نفاذ وقود, و فساد محرك, و موت اكيد

موت اكيد

نعم موت اكيد

عدد عبارات تدور في راسي

و عدة مشاهد ايضا

".....لقد كانت الحياة بالنسبة لي......"

" انا في الدنيا من اجلك.........انت هوائي.......طعامي و شرابي........كل حياتي...........كياني انت........"

" .....و انت تعاستي.........انت شقائي"

" .....انت لامع مزيف........و احمق كبير..........."

".....علاقتنا انتهت"

" لماذا اعيش الان...."

"....يا ثلاث احرف كنت اعشقهم فاصبحت اريد حذفهم من قاموس اللغة...."

"ساتعلم المشي بدون عكاز"

"لا يوجد غيرك انت الان يا دكتور محمد يستطيع انقاذك و انا متاكد انك اهل لهذا"

" قد يكون الله بعثها اليك حتي تصنع منك هذا العالم الكبير, فكر فيها كانها ادت رسالتها"

".......الا لو كانت قد ماتت"

".........كان ملئ بالادوات, اسلحة..........."

"........هذا السكين مستورد من امريكا راسا و لا يقل ثمنه عن عشر جنيهات!!!!!!!!!!!!!......."

"........كم ستكون الدنيا هينة بالنسبة لك ان كان كل اهتمامك منصبا علي السكين............"

ابتسمت في قرارة نقسي, بدات قدمي تعود بي من حيث اتت من عشر دقائق فقط, انها عشر جنيهات, و نصل لامع, و زيارة واحدة, نهاية غير سعيدة لملاك و لعالم جليل, و لكنها في عينه نهاية ممتعة, نهاية عادلة, هو لم يطلب سوي العدل, و الان سينفذ العدل, تخيل جسدين متجاورين, ايادي متشابكة, و الدم انهار, و عدسات المصورين تلتقط المنظر, و تمني ان يحكي الطبيب النفسي ما سمع, لسوف تتضاءل حكاية روميو و جولييت امام هذه الحكاية, و سوف يخلد ميتا كما خلد حيا, ابتسم مجددا, داخليا و خارجيا, و ضحك ضحكة جذلة, كم هو سعيد الان, توقف امام متجر الاسلحة

-بكم هذا من فضلك

-خمسة عشر جنيها

-عشرة فقط

-اقسم انه امريكي, يا بيه نحن اشتريناه باثني عشر كيف نبيعه بعشرة..................

………………………………………………………….

.............................

انها النهاية بالفعل هذه المرة, ان لم تعجبك يمكنك اختيار ايا من النهايات السابقة